1 Matching Annotations
  1. Aug 2024
    1. 1مدخل

      أولاً يجب القول بأن جميع فقهاء الإسلام يجعلون الحديث النبوي مصدرًا أساسيًا من مصادر التشريع ومن مصادر الفقه. ولكن كان حفظ العلماء للسنة متفاوت، فبعضهم يكون أكثر حفظًا من البعض الآخر؛ لذلك كان هناك مدرستان : وهي مدرسة أهل الحجاز ( أهل الحديث )، ومدرسة أهل العراق ( أهل الرأي ). ولوجود الصحابة في الحجاز فقد كان سهلاً على علمائها أن يأخذوا السنة من الأحاديث ولم يكونوا بحاجة للقياس، بخلاف مدرسة أهل العراق الذين كان يصعب عليهم الوصول للأحاديث مما يجعل الرأي كثيرًا عندهم. ومن أهل الرأي أبو حنيفة الذي ركّز على الفقه ولم يركّز على الحديث، و الإمام مالك من أهل الحديث. أما الإمام الشافعي فقد نشأ في مكة المكرمة وبدأ في طلب العلم فيها ومن ثم أخذ يرتحل في طلب العلم إلى أن اجتمع فيه فقه الحجاز وفقه العراق وقد قال العراقيون "إن تكلم أهل الحديث يومًا فبلسان الشافعي". والإمام أحمد كان متمسكًا بالحديث وترك أهل الرأي، حيث من أبياته : دين النبي محمدٍ أخبارٌ نِعم المطيّة للفتى آثارُ لا ترغبّن عن الحديث وأهله فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارُ